، وأصبحت بعد ذلك موطناً لعدد من الكائنات البرّية والبحرية المنقرضة. ففي فترات زمنية كانت محاطة باليابسة، وفي فترات أخرى صار يغطيها الماء، ولم تبرز بشكلها الحالي إلا قبل 4000 سنة تقريباً. نشاهد في هذه الصالة فيلماً فنياً رائعاً للمخرج كريستوف تشيسون، يقدم فيه تص ّورا لعملية التشكل الجيولوجي لشبه جزيرة قطر، ويعرض لقطات لبعض الكائنات المنقرضة، مثل كتاراسبس ديبروفونديس، وهي نوع من الأسماك المدرعة. يحاكي النموذج المعروض في الصالة جزءاً من أحفورة السمكة التي اكتشفت في قطر خلال فترة الستينات في بئر للتنقيًب عن النفط، يبلغ عمقه أربعة كيلومترات تقريبا. عاشت هذه السمكة قبل حوالي 400 مليون عام في العصر الديفوني. تتضمن المعروضات الرئيسية أحافير لحيوانات ونباتات تنتمي لسبع فترات زمنية مختلفة. إلى جانب ذلك هناك معرض تفاعلي يعرض لكم معلومات مفصلة عن العمليات الجيولوجية المعقدة التي أدت إلى تشكل شبه جزيرة قطر

صالة العرض أيضا تسلط الضوء على العلاقة بين الإنسان القطري وبيئته، وعلى دوره في حماية البيئة البرّية والبحرية، هذا الدور الذي أصبح اليوم أكثر أهمية وحيوية. تعرض الصالة فيلماً ّنياً رائعاً من إخراج جاك بيرين وكريستوف تشيسون. يجسد الفيلم التنوع البيئي في قطر. وفي الجهة المقابلة يتم عرض أنواع منفردة على شاشات صغيرة تشبه المشكال. تعرض مقابل الشاشة نماذج في قمة الجمال والدقة لكائنات قطر البرية والبحرية، حيث يمكننا ملاحظة الترابط بين الأنواع المختلفة وإدراك مرونة وهشاشة النظم البيئية. تشتمل الصالة على نموذج رائع لسمكة قرش الحوت بحجمها الطبيعي وهي متدلية من السقف، وهناك معرض العائلة الذي يحوي معروضات وأنشطة تفاعلية تجذب الأطفال وتشدهم للانخراط في مواضيع الصالة من حولهم

نتعرف في هذه الصالة على قصة أولئك السكان من خلال ما يقارب ألف قطعة أثرية، تعرض في حاويات زجاجية حسب التسلسل الزمني. ونشاهد على الجدار الخلفي نماذج لمنحوتات صخرية من الجساسية والقصار، بينما يعرض على امتداد الصالة فيلم للمخرجة جنان العاني. ينقلنا الفيلم من اللقطات الجوية لمواقع قطر الأثرية إلى لقطات قريبة لقطع أثرية منفردة. نرى نموذج لموقع مروب وآخر لبلدة الخور بجوار القطع الأثرية التي ترتبط بها، وكذلك نموذج بحجم كامل لمدفن المزروعة، وجرة دفن وجدت في راس مطبخ، تكشف لنا كيف كان نمط العيش وكيف كان الناس يدفنون موتاهم. يوجد معرض العائلة الثاني في هذه الصالة، حيث يتعرف الأطفال بشكل عملي على تقنيات الحفر وأدوات التنقيب، وعلى القطع القديمة التي وجدت في بعض المواقع الأثرية

. تربط الشاشات الانتقالية صالة العرض الأولى بالثانية، حيث تظهر قطر على خارطة الطرق التجارية القديمة، وقطع من حطام سفينة سيريبون التي غرقت في القرن العاشر الميلادي قبالة السواحل الإندونيسية. يوجد في وسط الصالة نموذج خشبي كبير لشبه جزيرة قطر، يبين التنقلات الموسمية. يتم في هذا الجزء عرض أول مجموعة من الروايات الشفاهية، حيث نستمع لذكرياًت الماضي ونعرف كيف بدت الحياة قديما. يتم عرض القطع والأدوات المتعلقة بالتنقل والترحال، مثل سروج الجمال وقرب الماء وأدوات الملاحة وكيفية اقتفاء أثر الحيوانات، ونماذج لمجموعة من النباتات والأعشاب، التي استخدمت في العلاج وغيره من ضروريات الحياة. يوفر معرض العائلة الفرصة للأطفال لتتبع آثار الحيوانات في الصحراء، والاهتداء بالنجوم، بالإضافة لأنشطة تفاعلية أخرى

. ينتقل بنا الفيلم إلى البرّ عبر صوت الرياح الخفيفة التي تداعب رمال الصحراء. يشكل هذا المشهد بداية الفيلم الفني الشاعري للمخرج عبد الرحمن سيساكو، الذي يعرض على ثلاثة جدران، ويجعلنا نعيش يوماً من الحياة في البرّ. في هذا الفيلم نشاهد كثيراً من القطع المعروضة في مشاهد ح ّية، مثل الخيمة ومعدات الصقارة، وأدوات صنع القهوة، والملابس التقليدية وقطع السدو. تنقلنا الأشعار ورائحة القهوة إلى حياة البرّ في تجربة عميقة. يقوم الأطفال في معرض العائلة بحلب الماعز وصنع القهوة العربية، كما سيتعلمون كيفية جلب المياه وصعوبة ذلك ويمارسون بعض النشاطات اليومية قديماً ويتعرفون على البدائل الحديثة من خلال بعض الأنشطة التفاعلية

اكتشف في هذه الصالة الخاصة بالحياة على الساحل نموذجاً كبيراً لموقع الزبارة الأثري، المدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. يُعرض هذا النموذج مقابل الفيلم الفني الثاني للمخرج عبد الرحمن سيساكو، الذي يصور يوماً من حياة مدينة التجارة واللؤلؤ في أوج ازدهارها. يصور الفيلم أهل المدينة من وقت صلاة الفجر وحتى وصولهم إلى السوق المزدحم وكذلك المجلس وآدابه، ويظهر تفاعل أهل هذه المدينة مع تجار أوروبا والهند. تحيي القطع الأثرية المعروضة من موقع الزبارة الروابط التجارية والحياة المدنية، والتقاليد المحلية، والأنماط المعمارية في المدينة. تسلط المعارض الضوء على الأنشطة الساحلية، مثل إصلاح القوارب وصيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ، لتنتقل بك بعدها إلى المساحة التالية التي تشاهد فيها الفيلم الفني «نَ َفس» للمخرجة ميرا ناير. يصور لنا هذا الفيلم المعاناة الجسدية والنفسية التي كان يواجهها الغواصون. يتيح معرض العائلة للأطفال فرصة تجديف المركب، وإعداد الطعام لطاقم الغوص، والبحث عن اللؤلؤ

. يتم تسليط الضوء في هذه الصالة على تاجر اللؤلؤ، ويعرض اللؤلؤ الطبيعي، وأدوات الفرز والقياس. ً تشاهد خلف هذه القطع الأثرية قطعا لمجوهرات ثمينة صنعت في الهند وأوروبا ويزينها هذا اللؤلؤ النفيس، تعود ملكية هذه المجوهرات لبعض الملوك القدامى ومشاهير القرن العشرين. القطعة الرئيسية بين هذه القطع هي سجادة بارودا التي صنعت في الهند بغرض تغطية قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلَّم، وزينت بمليون وخمسمئة حبة من اللؤلؤ الخليجي. تعرض في الصالة قطع كثيرة تشمل الملابس والمجوهرات والأدوات الموسيقية، المرتبطة بالمناسبات والاحتفالات المحلية مثل القفال، وهو عودة الغواصين بعد انتهاء موسم الغوص الكبير

تعرض الصالة التاريخ السياسي لقطر في الفترة ما بين عام 1500 وعام 1913، التي شهدت تطوراً مستمراً في تاريخ البلاد، بدءاً من أول ذكر ورد لقطر في الوثائق التاريخية وحتى فترة حكم الشيخ محمد بن ثاني والشيخ جاسم بن محمد بن ثاني. تتعرف في هذه الصالة على الفترة الحرجة التي ارتبطت فيها قطر بالبرتغاليين والعثمانيين والبريطانيين، وذلك قبل أن يوحد الشيخ جاسم القبائل تحت قيادته. يستحضر الفيلم الفني للمخرج بيتر ويبر بشكل رمزي المعركة النهائية التي سبقت توحيد البلاد، حيث تجذبك أصوات الحرب، لرؤية النماذج الجميلة للسفن البرتغالية والعثمانية والبريطانية والقطرية القديمة. تشمل القطع المعروضة أسلحة ووثائق وخرائط تاريخية، ومواد استخدمت في المعارك المهمة، وممتلكات شخصية للقادة القطريين.

. تركز قصه هذه الصالة على نقطتي تحول مهمتين في تاريخ قطر: إنهيار صناعة اللؤلؤ واكتشاف النفطيتم سرد قصة الخسارة الكبيرة لمصدر الدخل الرئيسي لقطر في بداية القرن العشرين، التي جاءت كنتيجة لتطور اللؤلؤ الصناعي في اليابان، والطاعون الذي اجتاح البلاد، وغرق مراكب الغوص بسب الإعصار الذي يعرف بـ«سنة الطبعة»، من خلال القصص الأرشيفية والتواريخ الشفاهية. بعد هذه الفترة المظلمة ً تم اكتشاف النفط في المنطقة، وفي قطر لاحقا. يعبر فيلم فني للمخرج دوغ ايتكين عن حالة الأمل والترقب التي ملأت قلوب الناس بعد هذا الاكتشاف. يعرض هذا الفيلم على ثلاثة جدران ضخمة في صالة العرض. نشاهد هنا أيضاً قطعاً أثرية تتصل باًلمرحلة الأولى لصناعة النفط، ويشمل ذلك نموذجا لأنابيب النفط، وقطعاً وأدوات تعكس تغير أنماط الحياة للشعب القطري، مثل أجهزة الراديو والتلفزيون والهاتف، والطوابع والعملات.

. يُعتبر المعرض الرئيسي في المساحة التالية نموذجاً جميلاً لمدينة الدوحة، حيث يبرز التوسع الذي شهدته المدينة نتيجة الاستثمار والتخطيط العمراني والبنية التحتية خلال فترة أربعين سنة من حكم الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. يمكنك في هذه المساحة التعرف على الخطط الرئيسية والمباني الهامة في الدوحة، عبر الشاشات الرقمية المحيطة بالمعروضات. وفي الوقت نفسه يتم عرض صور تظهر تطور المدينة بشكل مستمر. يسمح الأرشيف الرقمي التفاعلي بالوصول إلى مئات الصور والوثائق التي ترتبط بتطور المدينة، ويقدم مواضيع بصرية تبرز التطور في مجال التعليم والصحة. يُ َسلط الضوء هنا على استثمار الغاز الطبيعي المسال في عهد الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. فقد ساهم نجاح هذا المشروع في التطور الذي شهدته قطر في الفترة الأخيرة. يتم عرض فيلم للمخرج جون سنبورن يصور إنجازات الأمير الوالد، ويقدم لنا بشكل مثير قصة الغاز الطبيعي المسال

تُبرز المساحة الأخيرة من المتحف فترة حكم الأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله، الذي استمر في السير على نهج والده في تشجيع التنوع الاقتصادي والاستثمار في الشباب. تشمل هذه الفترة الحصار المفروض على قطر منذ شهر يونيو 2017، والذي جلب تحديات غير متوقعة وغير مسبوقة على الدولة وعلى شعبها. تروي الصالة هذه الأحداث بشكل مثير عبر الشاشات الرقمية، وتبين كيف أصبحت قطر أقوى من أي وقت مضى، وكيف عملت على خلق فرص جديدة وآفاق واعدة، مستندة على رؤية مستقبلية مشتركة.