العصر الإسلامي الأول (622-1000م) في عام 628م دخل سكان منطقة الحجار في الدين الإسلامي، وكانت هذه المنطقة تشمل البحرين الحالية، والإحساء في شرق المملكة العربية السعودية، وقطر. وكان يسكن قطر في تلك الفترة قبيلتان رئيسيتان، وهما تميم وعبد القيس.
اشتهرت قطر خلال العهد العباسي الأول (حتى في بلاط الحكم في بغداد) بمعاطفها الصوفية المصبوغة باللون الأحمر، وعرفت كذلك بتربية الخيول وإنتاج اللؤلؤ. وقد استفاد سكان المنطقة بأكملها من الحركة البحرية عبر الخليج، من البصرة إلى الصين عبر الهند وجنوب شرق آسيا، وتتضح هذه الاستفادة في قطر من كثرة المواقع الأثرية، خصوصًا في المنطقة الشمالية منها

في عام 2003 اكتشف حطام سفينة غارقة على بعد 90 ميلًا بحريًّا (160 كم) قبالة ساحل مدينة سيريبون الإندونيسية. ويشار إلى هذا الحطام الآن باسم حطام سفينة سيريبون، ويذكر أن هذه السفينة كانت قد غرقت في بحر جاوة قبل أكثر من ألف عام. وقد اكتشف بقاياها صيادو الأسماك المحليون بعد أن علقت بشباكهم بعض الأواني المصنوعة من الخزف الصيني، والتي كانت في الأصل جزءًا من حمولة السفينة. وعليه فقد قام خبراء الآثار بالبحث والتنقيب عن الركام المتبقي خلال الفترة 2004-2005، وأسفر البحث عن العثور على آلاف القطع من الأواني الخزفية والزجاجية، وأنواع الحلي والمجوهرات المختلفة.
وقد حصلت متاحف قطر على نصف القطع المكتشفة في هذا الركام، وسوف تشكل هذه القطع أهمية كبيرة في الأبحاث الجارية حول طرق التجارة بين الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا في القرن العاشر الميلادي. ويرى الخبراء أن الرحلة الأخيرة للسفينة قد تعود لعام 970م، استنادًا لوجود العملات النحاسية التي تعود لمملكة نان هان الصينية (917-971م)، ويعتقدون أن السفينة كانت تقوم برحلات ساحلية طويلة بين الصين والشرق الأوسط، عبر جنوب شرق آسيا والهند.

BARI, H., 2014, The Cirebon Wreck, dated around 970, its meaning and its presentation [Unpublished report, Pearl and Jewellery Collection, Qatar Museums].

HARANSTININGSIH, N., WIBISONO, S., MIKSIC, J. 2010, Catalogue of the Cirebon Wreck, Sunken Treasures from the Tenth Century (Five Dynasties or Early Northern Song), PNAS BKMT, The Republic of Indonesia, Jakarta.

LIEBNER, H. H. 2014, The Siren of Cirebon. A Tenth-Century Trading Vessel Lost in the Java Sea, PhD University of Leeds.