الإمبراطوريات (300 ق.م-622 م)

في نهاية العصر الحديدي وقعت قطر وباقي منطقة
الخليج تحت التأثير الثقافي المتعاقب للإمبراطوريات الكبيرة
السلوقية والبارثية والساسانية. وفي وقت مبكر من هذه الفترة ظهرت أولى المراجع المكتوبة التي تشير إلى قطر في أعمال المؤلفين اليونانيين والرومان. وينسب أول ذكر محتمل لقطر إلى المؤلف الروماني بليني الأكبر في القرن الأول الميلادي، الذي يشير إلى شعب باسم "كاثاري". أما الجغرافي اليوناني بطليموس الذي عاش في القرن الميلادي الثاني فيشير إلى مكان إحداثيات مكان باسم "كاتارا" في نفس موقع قطر الحالية.



استمر الناس في قطر بالاعتماد على تربية المواشي وصيد
الأسماك كمصادر رئيسية للرزق. ويظهر أن مجموعات المساكن في الخور، وهي عبارة عن أكواخ مبنية من الحجارة والنباتات، كانت عبارة عن مستوطنات مؤقتة أقيمت لصيد السمك والتجارة. تتمثل الثقافة المادية بشكل أساسي بالقطع المكتشفة في القبور، كالأسلحة الحديدية المستوردة والخرز والأدوات الزجاجية

في نهاية العصر الحديدي وقعت قطر وباقي منطقة الخليج تحت التأثير الثقافي المتعاقب للإمبراطوريات الكبيرة السلوقية والبارثية والساسانية. سيطرت الإمبراطورية السلوقية (305-64 ق.م) في بداية نشأتهاعلى أجزاء واسعة من الأقاليم الشرقية التي كانت خاضعة لحكم الإسكندر الأكبر. وتوصف الإمبراطورية بأنها هلنستية، أي يونانية، بسبب أصول وثقافة أباطرتها. وقد جاء بعدها إمبراطوريتان عظيمتان، وهما الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية البارثية، حيث شهدتا تنافسًا كبيرًا فيما بينهما، وتقاسمتا السيطرة على مناطق الشرق الأوسط. وفيما بعد حل الساسانيون (224-651 م) محل البارثيين، وأصبحوا يحكمون كامل إيران وآسيا الوسطى وأجزاء كبيرة من العراق وسوريا.

وخلال العهد الساساني كان يسيطر على شمال الجزيرة العربية قبيلتان كبيرتان هما الغساسنة واللخميون، بينما كانت تخضع بلاد الشام لحكم البيزنطيين (الإمبراطورية الرومانية الشرقية). وكانت السيطرة الساسنية تمتد في بعض الأوقات لمناطق عمان وجنوب الجزيرة العربية، ولكن لم يثبت أنهم حكموا السواحل الجنوبية لمنطقة الخليج.

وبداية من القرن الرابع الميلادي استقر المسيحيون النسطوريون في منطقة الخليج وقاموا ببناء الأديرة في أجزاء مختلفة منه، مثل القصور في الكويت والخرج في إيران وصير بني ياس في الإمارات العربية المتحدة. وتثبت الآثار الموجودة في هذه المناطق بأن الوجود النسطوري استمر حتى القرن التاسع للميلاد، أي بداية العهد العباسي.

SCHREIBER, J. and MUHLE, B., 2008, "Excavations at the Burial Ground of ‘Umm al-Mā’, Qatar Preliminary Report on the First Season, February-March 2008," pp. 15, 16, 23; pl. 13, 14. [unpublished report for QMA].

MUHLE, B. and SCHREIBER, J., 2012, "Ein römisches Schwert aus dem Gräberfeld von Umm al-Ma, Qatar" [A Roman Sword from the Graveyard of Umm al-Ma, Qatar], in Baker, Kaniuth, Otto (eds.), Stories of Long Ago, Festschrift für Michael D. Roaf, pp. 374–383.

KONISHI, M. A. et al., 1988, "Archaeological Researches in the Gulf: A Preliminary Report of the Excavations in Bahrain and Qatar, 1987/8 Season," in Orient, vol. XXIV, pp. 18–46.

KONISHI, M. A. et al., 1989, "Excavations at Umm al-Ma’ Burial Field, Qatar, 1990/91,” in Gulf Archaeological Projects Report 1, Tokyo.

KONISHI, M. A. et al., 1994, "Excavations at Umm al-Ma’ Burial Field, Qatar, 1990/91, in Gulf Archaeological Projects Report 4, Tokyo.

KJAERUM, P. et al., 2017, “Burial mounds at Umm al-Ma,” in F. Hojlund (ed.), Danish Archaeological Investigations in Qatar 1956-1974, Qatar Museum Authority and Moesgaard Museum, Jutland Archaeological Society Publications, pp. 31–48.