العصر الحجري الحديث الأوسط والمتأخر (6,500-3,200 ق.م)

شهد الجزء الثاني من العصر الحجري الحديث فترة من الاستقرار في قطر، وقد جاء ذلك نتيجة لعدة عوامل بيئية أدت إلى تنوع المصادر الغذائية. عثر علماء الآثار على بقايا تشير إلى وجود نشاط استيطاني لمجموعات بشرية منظمة إلى حد ما من الناحية الاجتماعية، في مناطق الدعسة، والخور، ورأس أبروق وشقرة، ووادي ضبيعان، وتشمل هذه البقايا بيوتًا ومواقد وورشًا لتصنيع الأدوات الحجرية. وقد اعتمد الناس في حياتهم على الرعي وصيد الأسماك وصيد الحيوانات، وجمع القوت. كما عثر العلماء على بقايا تشير إلى صيد الأسماك وتجهيزها، تشمل مكبات قمامة تحتوي على عظام أسماك وبقايا محار، وحفرًا ربما كان يتم فيها تدخين الأسماك واللحوم. شھدت الفترة من من أواخر الألف السادس إلى أوائل الألف الرابع قبل الميلاد نشوء علاقات تجارية متميزة لقطر مع ثقافة العبيد في بلاد الرافدين.

يتميز العصر الحجري الحديث بحدوث تغيرات رئيسية في أنماط الحياة البشرية في عصر ما قبل التاريخ. وتشمل هذه التغيرات الاستقرار المتزايد، وظهور الزراعة، وتربية الحيوانات، واستخدام الأدوات المصنوعة من الفخار والحجر المصقول. أبرز الأدوات التي يتسم بها هذا العصر هي الفأس المصقول، ولذا يطلق عليه اسم "عصر الحجر المصقول".



وفي غضون بضعة آلاف من السنين تحول العديد من المجموعات البشرية من صيادين وجامعين للثمار (العصر الحجري القديم) إلى سكان منتجين (العصر الحجري الحديث) يعملون على استغلال ما توفره لهم الطبيعة. ولهذا السبب يستخدم مصطلح "ثورة العصر الحجري الحديث" الآن بشكل كبير في الكتب للإشارة إلى ذلك. غير أن هذا التطور كان تطورًا بطيئًا حدث بطرق وسرعات متنوعة في أرجاء العالم المختلفة.

INIZAN, M. L. et al., 1988, Mission archéologique française à Qatar. vol. 2. Préhistoire à Qatar, pp. 74–77; fig. 32-33.